السبت، 20 مارس 2010

رحلة القطار



قطارُ الحياةِ يمر بلا انتظار ,,, أحاول أن أستقلّه ولكن يهيء لي أنه قد فاتني ...


يمرُّ بمحطاتٍ محطّات ، أكادُ أن أحصي رحلاتَ السعادةِ التي لحقت ولا أحصي تلك التي ركضتُ ورائها عبثاً لأكتشف أنها نسيتني..


لمحتها تنظرُ اليّ من النافذة الخلفيّةِ ، لوّحت لي بيدها مودّعةً إيّايَ ساخرةً " لستُ أظنك مستحقةً السفر معنا يا عزيزتي " وسمعتُ صوتَ ضحكاتها تتخافت مع تباعد المسافه"..


لامس سطح القطار الافق البعيد فأدركتُ أنهُ قد إختفى لا محاله.. فتباطأت خطاي وتوقّفتُ بعد ركضٍ عنيفٍ لأمسح آثار عبراتٍ حملتها الرياحُ المتجهّمةُ ... أخذتُ التقطُ بقايا أنفاسيَ بنهمٍ التي كادت تختنقُ بين شهيقي وزفيري .. ومع تسارع دقات قلبي اجتاحتني دوّامةُ سؤالي " لإذا ما كنتُ حزينةً على تلك التي فاتتني أم ستفوتني ؟! "

يومٌ آخرُ يمضي .. وها أنا أمشي على ضفاف عدّاد حياتي ، سرتُ ببطىءٍ شديدٍ وخطى متثاقلةً


وفي قلبي يقينٌ أنني سأصل متاخرةً حتى وإن كنت مبّكره لأجد أنهم تركوني وحيدةً ورحلوا ، ولكن مهلاً .. يبدو ان هناكً شيئا ما غير طبيعي ، وقفت لأُحملق بعيونٍ متسمّرة ٍ فااغرةً فاهي .. فالقطارُ ما زال يعلنُ انتظاره .. تخبطّتني مشاعر من الفرحة والدهشتِ والاستعجابِ وأستغرقتُ دقائقَ عدّه لاستوعب ما يدور من حولي ... خفتُ أن تخذلني لحظاتُ استغرابي فأخذت أجري نحو البابِ مردّدةً في سرارة نفسي : " سألحقُ برحلتي هذه المرّه .. سألحق برحلتي " .

 
رفعتُ رأسي نحو السماء .. تبسّمتُ وصعدتُ الى القطارِ ولكن... ماا إن داست قدمايَ عتبةَ البابِ حتى تبدّدت معالم الفرحةِ على محيّاي واستولت عليها جيوشُ القلق ، صوتٌ يناديني من مؤخرة المقطورةِ ، تعجّلتِ يا صديقتي فلست الا على متن رحلة " الاحزانِِ".

احتضرت الدمعه تحت أنقاض صمتي ...ولم يكن بوسعي سوى أن أستديرَ للخلف لأحملق في أهل المقطورةِ , فأرى عيونهم الواجمةِ سارحةً.. أكاد أتحسس همومهم ، هذا يُطأطىء رأسه نحو الارض والآخر ينظر من النافذةِ .. إستطعتُ أن أستشعر معاني الاسى من نظرته البعيدةِ ...


لحظاتُ عدّه وأسمعُ صوتَ الصافرةِ منوّهاً استعدادهُ للانطلاقِ فأصحى من وهلتي وأنزلُ لأجلسَ على مقعديَ المعتادِ ذارفةً دمعةً على عتبة البابِ تاركةً آثاري على مروري ...


وضعتُ حقيبةَ أيامي إلى جانبي وأغمضتُ عيناي محاولةً التفكر في الغد القريب .. من وسطِ الظلام أكادُ أرى شعاع نورٍ يأتي من المستقبل البعيدِ ..نعم إنها أضواءُ رحلتي التي لطالما ترّقبت ... سآخذ قيلولةً في المحطةِ لن أتزحزح عن مقعدي فهكذا سأضمنُ لحاقيَ بها هذه المرّه... سأغفو وأنتظرُ صافرةَ القطارِ لتوقظني .


الجمعة، 5 مارس 2010

شراعُ القدرِ


دارَ الهواءُ وسارت مَركبي في بحر عينَيْكَ ألأزرَق ِ

أمسكتُ ألشراعَ بيَدٍ وبأخرى لوّحتُ لمرفأ الغسق ِ

أيا نسيمُ عانقني بدفءٍ فحبيبي ينتظرُ عند شاطىء الأُفق ِ

جلستُ ورفيقي الجذَلُ على مقعدٍ ، تبسّمَ وهمسَ " سنلتقي "

ألا إنْ غارتْ آلرياحُ وتعظَّمت مستتفزةً الموجَ , لا تبيتنَّ عليَّ بمشفق ِ

فما أحب اليَّ إلا ميتةٌ ، شاءها القدرُ في مقلتيْكَ أن تغرق ِ

هلْ لكِ يا جفونُ أن تنسدلي لتغمضي وتتلين تهاويدكِ فأنام ولا أقلق ِ

حلمٌ يداعبُ مخيّلتي وعلى الشفاهِ يخطُّ بسمةً منها الواقعُ يستقي

دثّريني أيا أهدابُ فالمركبُ سارت على دربِ سعادةٍ زهورها الشوقُ ينتقي

ليستْ خُطايَ بمتقهقرةٍ ، فإن أفِلَ آلنجمُ نور الشمس بمشرق ِ