الجمعة، 29 أبريل 2011

أرْجوحَتي






على مرأى من عينايَ مرآتي وقفتُ أعقدُ ضفيرتي ، عقدتها كم لم أفعل " منذ زمن " ..
صفّفتها وأسدلتها يساراً ، وِسامَ طفولةِ على كتفي ، ولبستُ قناعَ بسمةِ ،،
وخرجتُ أجوبُ الشوارعَ ، أشُّم رائحةَ النهارِ ، آخذ نفساً عميقاً وأحبسهُ هنيهاتٍ في صدري
وأزفر به مُثقلّاً  بالحسرةِ ، مثقلاً مُشبعاً ببقايا ألمٍ ، يتصاعدُ دوائراً كغمامةِ غليون جدّي ،
وفي آخر الجادةِ يقطنُ بقايا فرحي ، " أرجوحةٌ " تتكىء على حديقةِ لم يدركها غيري
أرمقها ، أُعاينها ما إذا زراها سوايَ ، أعتليها بصمتِ وشقاء طفلةٍ كاد للروح يبكي ،
أمدُّ قدمي وأُثبّتُ الأخرى ، أمارس طقوس الارجوحةِ ، الى الأمام ، للخلف ، أعلى ، أسفل
أرتفعُ عن سطح الأرض قليلاً ، أكثر ، عالياً ، للحظةٍ تراودني خاطرة بأن أفلت يدايَ وأُحلّق
في القمّة خلعتُ قناعَ البسمةِ ورميتهُ أرضاً ، هنا فقط أكون على طبيعتي !
هززتُ الارجوحة بقوّةِ أكبر ، فسقطت دمعةٌ من عيني سهواً ، وإرتطمت أرضاً ب " الواقع "
تعاليتُ وتعالى صوتي ، صرختُ أنيناً ، شكوتُ وجعي ، بكيت وبيكت ونهايةً ضحكتُ
تذكّرتُ يومَ كنت صغيرةً وتتعالى ضحكاتي مع تأرجح الضفيرةِ يومَ ترتطم بخدّي
وأصرخ بشقاوةٍ ومرحٍ ، ويتعالى صوت ضحكاتي مع كل نسمةٍ قادمةٍ لأعلى .
.. أصحو على صدى مرحٍ  يرتطم بجدار اللحظة وتبلّله عبرةٌ تحتضر على عنقود ضفيرتي
ألحظُ طفلةً بجانبي تنظرني تارةً فرحةً لأرجوحتي المتطايره ، وتارةً أخرى مستغربة
تشّدُ ثوبَ أمها تريد هي الأخرى أن تحلّق عالياً ، كما شددت أنا الارجوحة عند بدايتي !
أرمقها بنظرة فرحٍ وأغلفها بابتسامه وصوتي يردّد " يا ريتني  طفله أكبر همّي لعبتي "
أوّدعها ، ألتقطُ قناعي ، أمسح عنهُ بقايا الرمل العالقة ، أغمض عيناي أضمر في النفس
 أمنية ، أنظر القناع لبرهةٍ وأرتديهِ وأعود  لأكمل ما تبّقى من النهار ، وأوقّع على عريضة
 تناقض يومي !!
  


السبت، 2 أبريل 2011

رُدَّ قلبي




مِن على شُرفة اللامكان نظرتُ ملامِح اللاوجود
وفي عَيْنايَ عَبرةٌ تحتضرُ منذ أيامٍ على هاويةِ جفناي
لستُ أبرحُ مكاني هامدةٌ صامتةُ كَغلّةٍ أعياها الجمود
ولا أحملُ سوى قلمٍ وقدحُ أحزانٍ مُعتَّقةٍ بينَ يدايَ
أأهجركَ ، أنفيكَ ، أقتلك؟ كيفَ بي وكُبّلتُ بالقيود ؟!
في مُقلتايَ شوقٌ جريحٌ ينطرحُ ، وآخرٌ في إحمرارِ وجنتايَ
يبغى مآقيكَ سبيلاً ،يحاكيكَ فتردّهُ وتخبرهُ بأنّ طريقكَ مسدود
أراكَ يوماً وتختفي دهراً ، غير صوتكَ تأبى أن تسمعُ أُذنايَ
كنتَ حاضراً موجوداً ورغماً عنّي أبيتُ ، لتُصبحَ مستقبلاً منشوداً
لم يكن منكَ سوى أن تسرّعتَ فـي إعترافكَ ،، وتسرّعتُ في إتخـذِ قـراري
رأيتكَ منحباً في عُزلتي ،، وسُرعانَ ما إعتدتُكَ وإرتحتُكَ إذا بكَ بمفقود
واسيتُكِ نفسي إرضِ بقدركِ ،، سيجيءُ يوماً يمسحُ حزنَكَ وَجْدي ~
لستُ أرانا سوى بعيداً ، وأحاديثُنا مناسَبةً تخُطّها " حدود "
 بِتَّ حُلُماً ممنوعاً صديقي في زمنٍ ماضٍ ، فرُدَّ مُهجتي لي أو رُدَّ قلبي