سعياً لأن تُبلوَر شخصيتي أخذتُ أنقِشُ معالمَ ألصخورَ ألهرمة
بحثتُ في أحشائها عن تجاربٍ قد سطرها ألزمانُ
خُيِّلَ إليَّ أنها تُكلمني ... سمعتُ وحيها ألخفيُّ يُناجيني
دونَ أن أتداركَ خطواتي أسرعتُ لأن أغرق في بحر عُنفوانها
قد يخطرُ ببالك لمَ ألصخرُ بالذات؟!.~
أجبتُ بنباهة ورجاحة عقلٍ إكتسبتها متأخرةً في حياتي
صعبٌ أن يُنقَشَ في الصخرِ إلاّ إذا ضُربَ وعُنِّفَ بشدّة
تقوقعتُ في سُرارةِ ملامحه ... اتخذتهُ ملجأ ليأويني في حيرتي وكربي
حاولتُ الانسلاخَ عن الواقع... عصمتُ عينايَ كي لا أرى منحباً سواه
أحببتهُ بكل جوارحي عشقتُ وجومَ صمتهِ وتكدُّرَ احزانهِ المتحجِّره
اصطنعتهُ رفيقاً ، صديقاً يلازمني ، يُشاركني صِعابَ الحياةِ
أصبحتُ متيَّمةً به واتخذتهُ استاذاً حميماً يؤازرني في محنتي
علِّمني ... عَلِّمني أن أتحجَّر عندما أُلدَغُ من جُحُرِ خبيثٍ
فإذا رفض قلبي أن ينصهرَ ويُعزل
سأروِّضهُ وأُطوِّقهُ بإكليلٍ إسمنتيّ كجدارٍ واقي
لن يتصدّعهُ سوى أسى ذكرياتي
دعني~..
أتحجَّر
أتحجَّر
أتحجَّر